الجمعة، 22 مارس 2013

الزيارات المشبوهة

                                                              عنفار ولد سيدي


الزيارتان المتتاليتين لكل من الرئيس المالي بالوكالة ادينكوندى أتراورى والرئيس النيجري محمد أسوفو إلى العاصمة الموريتانية نواكشوط تطرحان أكثر من تساؤل في اتجاه تغليب الاعتقاد القائل بأن لموريتانيا أو ستكون لها يدٌ خفية أو ربما غير خفية مستقبلا في الحرب المستعرة في شمال الجارة الجنوبية.
و من أبرز المؤشرات التي تجعل المتتبعين يميلون نحو إمكانية مشاركة موريتانيا في حرب المدن الثلاثة ( وقد لا يكون ذلك بالضرورة عن طريق إرسال جنود للقتال على الأرض) هو تصريح الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بأن نواكشوط قد تشارك في قوة حفظ سلام أممية يتم نشرُها بعد انسحاب القوات الفرنسية، بل إن الجنرال السابق في الجيش الموريتاني أعطى من جهة إشارة ملغومة ربما تكون اعتذار مبطنا لحليفته فرنسا عن عدم إرسال جنود لمالي حين قال بأن موريتانيا لم تشارك في الحرب لأنها لم تكن جاهزة.
ومن جهة أخرى فقوله بإمكانية مشاركة موريتانيا في تطهير الشمال المالي من فلول الجماعات المسلحة يطعن في مصداقية أقواله السابقة بأن موريتانيا لن تشارك في الحرب على اعتبار أن نفي المشاركة دون تقديم أسباب ثم تأكيد احتمالها في وقت لا حق بحجة أن موريتانيا باتت جاهزة يجعل الرجل في تناقض واضح.
و مهما يكن فإن موريتانيا لو كان رئيسها يتوفر على قليل من ذكاء وشيء من حنكة لأستغل بشكل كبير الحرب في مالي ومسألة اللاجئين في الجنوب لإظهار أن بلاده تلعب دورا كبيرا من خلال إيوائها للفارين من جحيم القتال  و تأمينها للحدود المشتركة مع مالي ما يعني محاصرة المتشددين وعدم السماح لهم بالفرار؛ وفي ذلك زيادة على أشياء أخرى سيحصل ولد عبد العزيز على تبرير يحفظ به ماء وجهه أمام الحلفاء و يضمن به عدم غضب الشعب الموريتاني الذي لا يريد أن تطأ قدما جندي موريتاني الأراضي المالية للمشاركة في حرب عافتها أوربا و أمريكا و أحجمت عنها الأمم المتحدة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق