الأربعاء، 20 مارس 2013

الحسناء المغتصبة

 بقلم عنفار ولد سيدي
 على الضفة الأخرى للزمن وجدتها عارية وأجزاء من ثيابها الممزقة مرمية غير بعيد منها؛كانت حزينة وسحابةُ الإحباط القاتل والشعورِ بالخزي تُعتمُ نورَ وجهها وقد سرقت منه نضارة الفتاة اليافعة ذات الحسن البهي، ما أن لمحتني أمامها حتى أدارت عني وجهها خجلا وسيول الدمع الجارفة تبعث فوق وجنتيها؛ بلطفٍ وضعت يدي على كتفها محاولا مواساتها في مأساتها العظيمة، لكنها بعنف أبعدت يدي و كأن راحة يدي كانت ميسما أُخرجَ من لظى جهنم.....


تفهمت تلك الحركة، وكيف لا أتفهمها من فتاة أغتصبها الجنرالُ بعد الجنرالْ وعبثت بها يدا كلِّ علج أرعنٍ لا يفهم أدبيات التعامل من حسناء الصحراء الفاتنة. هدفه كلُّ هدفه أن يقضي منها وطرا ويجمعَ من ثرواتها الوفيرة خزائن قارون قبل أن ينقلب عليه ابن دربه لا حرصا منه على الإصلاح. كلاَّ. ولا غيرة منه على يتيمة الجبال العصماء، وإنما طمعا منه في نسيان أيامِ التسكع ومحاولة لقتل ذكريات سَوْسِ البقر أو حداء النوق أو ربما رعي الشاه في المسالك الوعرة يوم كان أمينا على ماشيته وكالئا لها من الذئب،،قبل أن يتحول هو إلى ذئبٍ لا يأكل الشاه فقط، بل يأكل كدابة الأرض كل شيء على وجه البسيطة، فهو مفتوحُ الشهية، نَهِمٌ، أكالٌ رغم أنه يظهر دائما كالنحيف....                                                                                                            
جميلتي الصحراوية تناهشتك الذئاب و أنا حيُّ أرى، فلا تعتقدي أن ذلك يعني جمود الدماء في عروقي و لا موت النخوة في خصالي،،لكن واقعَ الحال جعلني أعيش بين متخاذلين يعملون من أجل اليوم وينسون الغد،يملئون بطونهم وينسون التفكير في ما ذا سيأكلهم أبناءهم في اليوم التالي، أولئك شر البرية أيتها الحسناء المغتصبة فلا تعتقدي أني سأسكت عن بطشهم وما ألحقوه بك من إحباطات على مدى اثنين وخمسين عاما تلاشت فيها كلُّ آمالك من أجل التموقع في محيطك كدولة ذات هيبة لا كسيادة افتراضية فقط....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق